لست هنا بصدد الحديث عن كل فضائل ذكر الله [فهذا أمر يطول]، ولكني أقصد الإشارة للعابدين عموما والحريصين على العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة خصوصا على أهمية تعمير أوقاتهم بالذكر، استفادة من المعنى الذي قاله ابن القيم: (إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجل، فأفضل الصوام أكثرهم ذكراً لله عز وجل في صومهم، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكراً لله عز وجل، وأفضل الحاج أكثرهم ذكراً لله عز وجل. وهكذا سائر الأحوال). وهذه الأمثلة التي ذكرها ابن القيم هي أكثر الأعمال التي يقبل عليها المسلمون في عشر ذي الحجة.
وهنا نحتاج أن نتذكر فضل الذكر وعظمة الأجر المتعلق به حتى نحقق أكبر استفادة ممكنة من الأيام والأشهر الفاضلة التي منحنا الله إياها. ونضم هذا إلى تفسير ابن عباس لقوله تعالى في سورة الحج: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} حيث قال: الأيام المعلومات هي العشر الأُول من شهر ذي الحجة. ولما علقه البخاري بصيغة الجزم: "كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السُّوقِ في أَيام العشْر يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ الناس بِتَكْبِيرِهِمَا" بما يفيد اهتمام الصحابة بالجهر بذكر الله في هذه الأيام.
من أشد ما يُتعجب منه في شأن الذكر هو الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند والترمذي وابن ماجه في السنن وغيرهم عن أبى الدَّرْداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعمَالِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى". وهذا الحديث قد صححه جمع من أهل العلم مثل البغوي والمنذري والعراقي والهيثمي والحاكم والنووي، ومن المعاصرين الألباني والوادعي والأرنؤوط.
وقد خلص العز ابن عبد السلام في قواعده إلى أن هذا الحديث وغيره من الأدلة المتكاثرة تدل على أنَّ الثواب لا يُشترط أن يكون على قدر النَّصَب والتعب في جميع العبادات بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإن الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف، وأن ذكر الله تعالى من أعظم الأعمال شرفا. وقال المناوي في التيسير معقبا على هذا الحديث: (لأن جميع العبادات من الإنفاق ومقاتلة العدو وغيرهما وسائل ووسائط يتقرب بها إلى الله والذكر هو المقصود الأعظم والقلب الذي تدور عليه رحا جميع الأديان) اهـ.
ومما يثير العجب أيضا في نفس القارئ قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون}. وللعلماء في هذه الآية أقوال، أذكر منها قولين: الأول: قال ابن كثير: (يعني: أن الصلاة تشتمل على شيئين: على ترك الفواحش والمنكرات، أي: إن مواظبتها تحمل على ترك ذلك.. وتشتمل الصلاة أيضا على ذكر الله تعالى، وهو المطلوب الأكبر؛ ولهذا قال تعالى: {ولذكر الله أكبر} أي: أعظم من الأول) اهـ وذكر ابن القيم نفس المعنى عن شيخهم ابن تيمية.
الثاني: ولذكر الله تعالى أفضل من كل شيء سواه، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان الفارسي، وقتادة. (ذكره ابن الجوزي في زاد المسير). قال ابن القيم: (وقال ابن زيد وقتادة: معناه: ولذكر الله أكبر من كل شيء. وقيل لسلمان: أي الأعمال أفضل؟ فقال للسائل: أما تقرأ القرآن {ولذكر الله أكبر} ويشهد لهذا حديث أبي الدرداء المتقدم «ألا أنبئكم بخير أعمالكم» الحديث) اهـ.
ثالث عجائب أمر الذكر قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُون}. وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ". وما في نص الآية والحديث من معان ظاهرة ما يغني عن شرحهما، لكني فقط أذكر قصة تعين على تدبر المعنى المراد، عن أُبَيِّ بن كعب، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال له: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ". قال: وَذُكِرْتُ هُنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ وَجَعَلَ يَبْكِي (رضي الله عنه).
والشاهد من القصة قول أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (وَذُكِرْتُ هُنَاكَ؟) وفي رواية (وسَمَّانِي لَكَ رَبِّي؟) فجعل يبكي لأن الله عز وجل ذكره وسماه. من هنا ننتبه جيدا لعظم الجزاء المذكور في الآية {أَذْكُرْكُمْ} وفي الحديث "ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي"، "ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ". فكيف يستهين الواحد منا بكلمة من مثل (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) والتي يترتب عليها -غير تثقيل الميزان يوم القيامة- أن يذكر اللهُ عز وجل قائلَها بخير في الملأ الأعلى وسط ملائكته وصفوة خلقه؟!
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. وقوله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون}. وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي أرشدت إلى أهمية كون الذكر (كثيرا) في حياة المسلم. وهذه الآية ليس فيها المتصدقين كثيرا، أو الصائمين كثيرا؛ إنما فيها الذاكرين الله كثيرا!! قال النووي في كتاب الأذكار: (وسئل الشيخ الإِمام أبو عمرو ابن الصَّلاح عن الْقَدْرِ الذي يصير به من {الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}؟ فقال: إذا واظبَ على الأذكار المأثورة المثبتة صباحًا ومساءً، وفي الأوقات والأحوال المختلفة، ليلاً ونهاراً، كان من {الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} اهـ.
ولو أن أحدنا نظر بعين التأمل في كتيب صغير الحجم مما صنف في الأذكار الموظفة ككتيب (حصن المسلم) لوجد أن هذه الأذكار كفيلة بملء حياة المسلم وشغل لسانه بشكل دائم، فكيف إذا وضعنا معها أنواع الذكر والأدعية المطلقة؟ قال النووي: (قال الإِمامُ أبو الحسن الواحديّ: قال ابن عباس: المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدوّاً وعشيّاً، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله ذكرَ الله تعالى. وقال مجاهد: لا يكونُ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً.) اهـ.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون}. وفيها إن المؤمن إذا كان كثير الذكر فلابد أن يكون سريع التوبة والاستغفار من الذنوب. قال ابن القيم في حادي الأرواح: (فأخبر أنه أعد الجنة للمتقين دون غيرهم ثم ذكر أوصاف المتقين) إلى أن قال: (ثم ذكر حالهم بينهم وبين ربهم في ذنوبهم وأنها إذا صارت منهم قابلوها بذكر الله والتوبة والاستغفار وترك الإصرار) اهـ.
وقال في الوابل الصيب وهو يعدد فوائد الذكر: (أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله) اهـ. فالمكثر من ذكر الله بين أن يعصمه ذكره من الوقوع في المعصية، وبين أن يكون ذكره سببا في التعجيل بالتوبة والاستغفار.
قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب}. قال السعدي في تفسيره: (ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها. {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: حقيق بها وحريٌّ ألّا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له) اهـ.
لذلك أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- عند تكاثر الأعمال على العبد بأن يتشبث بذكر الله سبحانه، كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، عن عبد الله بن بُسْر، أنَّ أعرابيًّا قال: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَليّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِمَا أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: "لاَ يَزَالُ لِسَانُك رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ". حيث حياة القلب وطمأنينته.
قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} فهذه الآية تدل على أن الغافلين عن ذكر الله قوم قد سيطر الشيطان على قلوبهم وعقولهم، ويكفيهم أن يطلق الله عليهم وصف (حزب الشيطان) ومن ثم فإن طردَ الشياطين والتخلصَ من وسوساتهم والفرارَ من شِراكهم والنجاةَ من حزبهم -كل ذلك- يكون بذكر الله. وهذا أمر يحتاج للاستعانة بالله عز وجل، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فَقَالَ: "أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ: لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
وفي النهاية أريد أن أضع رؤوس مواضيع الذكر في عناوين مختصرة، حيث إن الذكر والحديث عنه لا يكاد ينتهي من كثرته واستفاضته فضلا عن متعته ولذته. فألخص ذلك في عناصر خمسة، ينبغي للعبد المؤمن أن يضعها في أهم أولوياته وهو ينظم جدول يومه وليلته:
١- القرءان الكريم. وقد سماه الله تعالى ذكرا في غير ما آية، منها قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}.
2- الصلاة على النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) "فمن صلى عليه صلاة واحدة -صلى الله بها عليه عشرا". كما ورد ذلك في الحديث الصحيح.
3- الأذكار والأدعية الوظيفية. وهي الأوراد التي تقال دبر الصلوات وفي الصباح والمساء وعند النوم والاستيقاظ والخروج من المنزل ودخوله وعند الأكل والشرب والجماع وعند السفر.. وغير ذلك مما ينبغي أن يحفظه ويحافظ عليه المسلم في حياته اليومية.
4- الاستغفار. وقد خصصته بالذكر بسبب كثرة ما ورد بشأنه في كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-، حتى قال النووي في الأذكار: (والآيات في الاستغفار كثيرة معروفة، وأما الأحاديث الواردة في الاستغفار، فلا يمكن استقصاؤها) اهـ
لكني أذكر هنا حديثا هاما في هذا المقام، وهو ما رواه البخاري عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعَتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ". قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فبالتزام هذا الذكر كل صباح ومساء مع اليقين بما فيه يضمن العبد أن يكون من أهل الجنة.
ولا يفوتني تذكير نفسي وإخواني بكثرة الاستغفار في وقت السحر، فقد قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} وقال أيضًا: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
5- الذكر والدعاء المطلق يعني التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة والدعاء بما يحتاجه العبد من خيري الدنيا والآخرة وغير ذلك بلا توقيت معين، وهذا المعنى مستفاد من الحديث آنف الذكر "لاَ يَزَالُ لِسَانُك رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
وبلا شك فإن هذه العناصر الخمسة تستحق منا وقفات مفردة مع كل واحدة منها، أسال الله التوفيق والعون على ذلك. ولا أنسى أن أذكِّر المرأة الحائض والنفساء التي تمكث الأيام والأسابيع بلا صلاة ولا صيام بأنها غير ممنوعة أبدا من ذكر الله تعالى بكل صوره وأنواعه، هي ممنوعة فقط عند جمهور العلماء من مس المصحف. فلتكن عبادتها الأساس والتي لا تقصر فيها أبدا هي ذكر الله تعالى.
قد يفيدك أيضا: ما حكم الصلاة بلباس النوم
والله من وراء القصد