أخر الأخبار

حكم تنظيم النسل في الإسلام

 حكم تنظيم النسل في الإسلام | عبدالله رشدي - abdullah rushdy



رأي الإسلام في تنظيم النسل


لا بد من بيان حكم الشرع في هذا الموضوع الذي يهم شأنه كثيرا من الأزواج، ويمكن تلخيص رأي الإسلام فيه بما يلي:


لا تمنع الشريعة الإسلامية من التنظيم المؤقت للنسل ما دام سيتم برضا وموافقة الزوجين، لكن لا يجوز فرض هذا التنظيم بقانون ملزم؛ لأنه سيتحول حينها إلى تحديد للنسل والتحديد محرم شرعا، بل يجب ترك هذا الأمر لحاجة وظروف الزوجين، ليتخذا قرارهما بعد الرجوع إلى المتخصصين من الأطباء ممن يوثق بدينهم وعلمهم؛ لمعرفة مدى مناسبة هذه الوسائل لهما، وهل هناك ضرر صحي جراء استخدام هذه الوسائل أم لا؛ حيث “لا ضرر ولا ضرار”.


يقول فضيلة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي:”لا مانع من ذلك إذا اتفق عليه الزوجان، ولم يضر الزوجة، وقد كان الصحابة يعزلون لأعذار وأسباب، ولم ينههم الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح.


فلا ريب أن بقاء النوع الإنساني من أول أغراض الزواج أو هو أولها وبقاء النوع إنما يكون بدوام التناسل، وقد حبب الإسلام في كثرة النسل، وبارك الأولاد ذكورا وإناثا ولكنه رخص للمسلم في تنظيم النسل إذا دعت إلى ذلك دواع معقولة وضرورات معتبرة.


مسوغات تنظيم النسل:


– الخشية على حياة الأم أو صحتها من الحمل أو الوضع، إذا عرف بتجربة أو إخبار طبيب ثقة؛ لأن الإسلام نهى عن ذلك؛ قال تعالى:(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (البقرة: 195). وقال سبحانه:(ولا تقتلوا أنفسكم، إن الله كان بكم رحيما) النساء (29).


– الخشية في وقوع حرج دنيوي قد يفضي به إلى حرج في دينه فيقبل الحرام، ويرتكب المحظور من أجل الأولاد، قال تعالى:(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة: 185).


ومن الضرورات المعتبرة شرعا: 


الخشية على الرضيع من حمل جديد ووليد جديد، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الوطء في حالة الرضاع وطء الغيلة أو الغيل لما يترتب عليه من حمل يفسد اللبن ويضعف الولد، وإنما سماه غيلا أو غيلة، لأنه جناية خفية على الرضيع فأشبه القتل سرا، مع التأكيد على أن ذلك الأمر لا يصل حد الحرمة بحال من الأحوال.


وقد استحدثت في عصرنا من الوسائل التي تمنع الحمل ما يحقق المصلحة التي هدف إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي حماية الرضيع من الضرر- مع تجنب المفسدة الأخرى- وهي الامتناع عن النساء مدة الرضاع وما في ذلك من مشقة.


وعلى ضوء هذا نستطيع أن نقرر أن المدة المثلى في نظر الإسلام بين كل ولدين هي ثلاثون أو ثلاثة وثلاثون شهرا لمن أراد أن يتم الرضاعة.


ما حكم عدم تلبية طلبات الأم ؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-